يستعد مُهندسو شركة آبل الأسبوع القادم إلى عقد مؤتمر WWDC 2016 السنوي والموجه للمُطوريين بشكل أساسي للكشف عن مزايا الإصدار العاشر من نظام آي أو إس iOS الذي تعمل به أجهزة آبل الذكية آيفون، وآيباد، وآيبود توتش، بالإضافة إلى الإصدار ١٠.١٢ من نظام ماك لحواسب آبل المكتبية والمحمولة.
وكما تحدّثنا في السابق، فإن مؤتمر هذا العام هام جدًا لشركة آبل بسبب المُنافسة الشرسة التي تشهدها منذ بداية العام وتحديدًا في مجال الذكاء الصنعي ( الاصطناعي ) AI، دون نسيان البرمجيات الصغيرة Bots التي بدأت ترى النور داخل تطبيقات مثل مسنجر من فيسبوك، وAllo من شركة جوجل.
زيادة مُستوى الذكاء في سيري
يحتل المُساعد الرقمي سيري Siri من شركة آبل المرتبة الثانية في قائمة المُساعدات الشخصية الرقمية، وهي مرتبة جيّدة إذا ما أهملنا أصحاب المركز الأول. لكن الواقع عكس ذلك ولا يُمكن إهمال شركات مثل فيسبوك، وجوجل، بالإضافة أمازون ومايكروسوفت، فهي شركات تضرب بقوة في مجال الذكاء الصنعي.
سيري ومُنذ إطلاقها لأول مرّة في هواتف آيفون ٤ إس حققت نجاحًا كبيرًا، لكن وبعد مرور كل هذه السنوات لم نشعر كمُستخدمين بفروقات كبيرة باستثناء بعض الميّزات البسيطة التي أصبحت من الصيحات القديمة إذا ما قُورنت بالميّزات التي تُقدمها مُساعدات مثل Viv، وجوجل Assistant.
تحتاج آبل إلى فتح سيري أمام المُطورين وتوفير واجهات برمجية داخل نظام آي أو إس لتسمح لهم باستخدامها داخل تطبيقاتهم، فأليكسا من أمازون على سبيل المثال وصلت إلى أكثر من ١٠٠٠ أداة طرحها مُطورون من خارج الشركة، وبالتالي يُمكن لنا توقع مُستقبل سيري في حالة طرحها للعموم، خصوصًا أن عدد مُطوري تطبيقات نظام آي أو إس كبير جدًا.
تكامل أفضل مع نظام ماك
قبل ثلاثة أعوام، بدأت آبل رحلتها في توفير تكامل بين نظامي آي أو إس وماك أو إس إكس، أو بمعنى آخر، تكامل بين هواتف آيفون وحواسب آيباد اللوحية مع حواسب ماك المكتبية والمحمولة.
هذا التكامل تضمّن ميّزات تسمح بمتابعة تصفح المواقع باستخدام مُتصفح سفاري، أو إرسال واستقبال الرسائل والمكالمات على الحاسب عندما يكون الهاتف على نفس شبكة واي فاي، دون نسيان خدمة Airdrop لنقل الملفات بين هذه الأجهزة بسرعة كبيرة ودون قيود.
لكن هذا التكامل توقف عند هذا الحد ولم نحصل في العامين الأخيرين على الكثير من الميّزات، وهو ما استغلته شركات مثل مايكروسوفت لتقوم بالإعلان عن التطبيقات الشاملة في ويندوز 10 التي يُمكن أن تعمل على أي جهاز يستخدم هذا النظام. كما استغلته جوجل أيضًا وأعلنت عن جلب تطبيقات أندرويد إلى نظام كروم أو إس.
آبل تحتاج إلى توفير تكامل أكبر بين نظاميها وخصوصًا موضوع توافقية التطبيقات الذي وبرأي سوف يكون له دور كبير في زيادة حصّة نظام ماك أو إس إكس في السوق بسبب الكم الهائل لتطبيقات نظام آي أو إس.
تعدد المهام
عُرّفت خاصية تعدد المهام في الأجهزة الذكية على أنها إمكانية الانتقال بين التطبيقات بكل سهولة من خلال الضغط على زر هوم بصورة مُطولة في أندرويد، أو الضغط مرتين على زر هوم في أجهزة آيفون أو آيباد.
لكن مع مرور الزمن، عرّفت جوجل هذه الخاصيّة بطريقة أكثر دقّة، حيث يُمكن من خلالها فتح تطبيقين واستخدامهما معًا في نفس الوقت بكل سهولة جنبًا إلى جنب في الشاشة.
آبل كان لها رأي مُغاير، ووفرت هذه الخاصيّة في حواسب آيباد اللوحية فقط، لكن مُستخدمي آيفون بحاجة هذه الميّزة أثناء إجراء مكالمة سكايب على سبيل المثال، فليس هناك داع لتوقف الكاميرا عن العمل إذا ما قام المُستخدم باستخدام تطبيق آخر.
اللمس ثلاثي الأبعاد
خاصيّة اللمس ثلاثي الأبعاد من الميّزات التي حُكم عليها بالفشل من قبل النُقاد ومُتابعي التقنية قبل معرفة شكلها النهائي أو الأفكار التي تسعى للوصول إليها، لكن هذا لم يمنع اعتبارها من الأفكار الجديدة الناجحة خصوصًا بعدما وفّرتها جوجل أيضًا في النسخة الاستعراضية من أندرويد 7.
تحتاج آبل إلى توفير هذه الميّزة بصورة أكبر داخل النظام ووضع الخطوط العريضة لها لكي يقتدي بها مُطورو التطبيقات ولكي تتجنب آبل ضياع المُستخدم وتعقيد استخدام هذه الميّزة عليه.
باختصار، تحتاج آبل إلى فتح هذه الميّزة التي تُضيف بُعدًا جديدًا لاستخدام النظام والأجهزة الذكية لكن بحذر شديد، بحيث لا يشعر المُستخدم بالتعقيد لأن بساطة الاستخدام سمة أساسية من سمات نظام آي أو إس.
إعادة تنظيم إعدادات النظام
مع ازدياد الوظائف التي يقوم بها الهاتف الذكي ازدادت الخيارات الموجودة داخل إعدادات النظام، وهو ما دفع جوجل لإعادة ترتيب هذا التطبيق بالكامل في النسخة الأخيرة لنظام أندرويد.
في المُقابل، تحتاج آبل للقيام بنفس الوظيفة في الإصدار العاشر من نظام آي أو إس لكي تُسهّل الوصول للكثير من الميّزات والخيارات المخفية التي لا يُمكن توقّع وجودها إلا من خلال قراءة بعض النصائح التقنية على الإنترنت.
تطبيق إنترنت الأشياء
تحمّس الكثير من مُستخدمي نظام آي أو إس بعدما أعلنت آبل عن إطلاق الحزمة التطويرية لإنترنت الأشياء Home Kit، أملًا منها في جعل هذا التطبيق المكان الذي يقصده المُستخدم للتحكم بالإضاءة أو درجة حرارة التكييف في منزله، دون إهمال بقية الأجهزة التي يُمكن وصلها بالإنترنت للتحكم بها بسهولة أكبر.
لكن حتى الآن لم يتطوّر هذا التطبيق كثيرًا وما زال بحاجة للمزيد من الميّزات لكي يُصبح جزء أساسي من حياة المُستخدم، فمُعظم السيارات الحديثة أصبحت تدعم التواصل مع الهاتف الذكي، وكذلك هو حال الأجهزة الإلكترونية المنزلية أو المكتبية.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق