تخيل عالمنا من دون لينيكس أوبونتو

0

عندما تنظر إلى شعار أوبونتو (دائرة الصداقة) ستجد تعبيرا واضحا عن روح التعاون والإخاء. لسنوات عديدة كان ذكر أوبونتو يثير غيظ البعض في مجتمع لينكس. أوبونتو نظام تشغيل يعتمد البرامج الحرة ومفتوحة المصدر.
في الظاهر كان بعض خياراته مثل Unity و Mir أساساً لهذا لنقد والكراهية. أعمق من ذلك تجد الأمر أكثر تشابكا وبرأيي سبب هذا النفور يرجع لهذه الأمور:
  • كثيرون يكرهون أوبونتو لأنه منتج تجاري
  • كثير من الأصوليون يرون أوبونتو نسخة مخففة من لينكس
  • كثيرون يرون أن كانونيكال لا تقدم للمجتمع بقدر ما تأخذ
لست هنا لدحض تلك الرؤى (رغم أني لا أشاركهم إياها)، بل بدلا عن ذلك رأيت أن أتخيل عالما بلا أوبونتو. لأول وهلة قد يظن البعض أنه ذلك لن يحدث فارقاً كبيرا وأن توزيعةً ما ستنهض لتحل محله. هل هذا صحيح؟
أوبونتو استطاعت أن تقدم على ما أشاحت توزيعات أخرى عنه وجهها: أن تكون خيار حقيقي لقطاع الأعمال.
اقتحم أوبونتو العالم فجأة في 2004. في تلك الفترة كان هناك الآلاف من توزيعات لينكس. لم يحدث تحديث كبير وقت صدور هذه التوزيعة الديبيانية الأصل. الآن أوبونتو يسيطر على 90% من سوق لينكس!! رقم كبير، خصوصاً أن أوبونتو لم يستهدف قاعدة مستخدمي لينكس القديمة بل ركّز على المستخدمين الجدد.
دعنا نفصل أكثر، من دون أوبونتو سيكون لدينا:

توزيعات أقل

لينكس منت (النعناع) – أوبونتو جنوم – كبونتو (كدي) – اكس ابونتو – ابونتو استديو – كرنش بانج – ابونتو كايلن (توزيعة صينية) – وغيرها
وكثير من هذه توزيعات لها أهميتها. وخصوصا منت التي في قمة قائمة Distrowatch. هل كانت ستصل لهذه الدرجة لولا إلهام أوبونتو؟

أقل سحابية

حاليا 70% من احمال الحوسبة السحابية يعمل على أوبونتو، و 50% من حِمل اوبن ستاك يعمل على أوبونتو. شركات ضخمة مثل ياهو اليابان، بلومبرج، سيسكو، تايم ورنر، سامسونج، ايباي، وال مارت، اتي اند تي، واكثر تعتمد على أوبونتو في استخداماتها للسحاب. وهذا أمر لا يستهان به. أوبونتو وسوزه كان بإمكانهم الاستحواذ على هذه الحصة، لكن الحقيقة أن أوبونتو يجعل من بناء السحاب أسهل. (أليس هذا مفهوم العمل لدى أوبونتو؟ جعل لينكس أسهل)

أقل يسرا وسهولة

هذه قد تغضب البعض، لا يوجد توزيعة في تاريخ لينكس جعلت استخدام نظام تشغيل مفتوح المصدر بهذه السهولة للقادمين الجدد. لا منت، لا ايلمنتري او اس ولا أي واحدة منها. منذ البداية كانت سهولة الاستخدام هي روح أوبونتو. أهمل أوبونتو وستجد أن المنصة بكاملها ستصبح أقل جاذبية للمستخدمين الجدد وأقل سهولة.
أوبونتو ناضل لجعل اسم لينكس أكثر صيتا، لم يصل للمستوى الذي نطمح له لكنه حقق انجازا بارزا. اذكر شركة سيستم 76 التي تقوم بعمل عظيم ببيع أجهزة محملة مسبقا بلينكس. ماهو خيارهم من أنظمة التشغيل؟ أوبونتو. تخيل لو أنهم اختاروا توزيعة أخرى؟ أنا متأكد أن مبيعاتهم ستكون أقل من الحواسيب المكتبية والمحمولة. وهذا ليس للتقليل من التوزيعات الأخرى الرائعة.
أوبونتو هو لينكس للناس. ليس فقط مفتوح المصدر بل مفتوح الأحضان.

أقل رسومية

قليلا ما يُناقش التطوير الذي ساهم به أوبونتو في المثبّت الرسومي وأدوات الإعدادات والتخصيص وتنقيح الواجهة الرسومية. لا يمكنك أن تثير شكوكا حقيقة حول اسهام أوبونتو في تسخين النقاش حول مواضيع سطح المكتب وسهولة الاستخدام، بعد هذه الإثارة ساهم أوبونتو في تكوين صورة عن كيف يجب أن تكون الواجهات. كذلك لأوبونتو اسهام في جعل الخطوط أكثر جمالية. ورغم أن ميكروسوفت تحتكر رخصة معالجة subpixel حتى 2019، إلا أن أوبونتو كانت أكثر التوزيعات تفوقا من حيث تنقيح سطح المكتب بدءا بالخطوط وانتهاء بشريط العنوان.

أكثر تحديا

من الأشياء التي تفوق بها أوبونتو هو تخطي بعض المحرمات. قبل أوبونتو كان لينكس يعيش في فقاعة. بالتأكيد كان لينكس يرغب بـ “السيطرة على العالم” ، لكن هذه الشعارات اُسكتت ببساطة لعدم وجود رهبة من انتهاك بعض معتقدات لينكس. (تجلى ذلك في التخلي عن Wayland لأجل Mir والكشف عن Launchpad) محرمات جعلت لينكس عاجزا عن الوصول للعظمة التي كان يستحقها.
أوبونتوا أعلنها عاليا حينما أطلق يونيتي. كان ذلك أكبر إنقلاب عصري في عالم واجهات لينكس. مايزال الكثيرون كارهين لسطح المكتب الافتراضي لأوبونتو. لكن رغما عن ذلك فمن دون “يونيتي” لم نكن لنشاهد التطويرات الهائلة لجنوم شل ولربما لم نكن لنستمتع بصدور واجهة “المتة” مات، “القرفة” سينامون، بودجي او المنتري.

باختصار

مهما كان موقفك من أوبونتو، لا يمكنك نكران أن هذه التوزيعة التي يحب الكثيرون أن يكرهوها قد جلبت أو ألهمت بعض أهم التغييرات في مجتمع لينكس. بدونها سنكون بعيدين بخطوات عريضة عن المنافسة.
جاك والن. كاتب في تيش ريببلك و linux.com

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

تابعنا على الشبكات الاجتماعية