ربما تكون سمعت عن تكنولوجيا "السحابة" (Cloud) مرات لا تعد؛ لكن ليس لديك سوى فكرة عامة عما تعنيه.
الحوسبة السحابية هي تقديم خدمات الحوسبة "حسب الطلب" -سواء كانت تخزين أو برامج أو قوة معالجة أو موارد أخرى- عبر الإنترنت. وعادة تكون قيمة المبلغ المدفوع حسب الخدمة، وتُدفع فقط مقابل الموارد التي تستخدمها أو مبلغ التخزين الذي اشتركت فيه.
ورغم أن الحوسبة السحابية ليست ابتكارا جديدا على وجه الخصوص (فقد ظلت قائمة منذ عقود)؛ إلا أنها أصبحت أكثر أهمية بالنسبة لأكثر التطبيقات شعبية في مختلف أنحاء العالم اليوم.
أنواع الحوسبة السحابية
مصطلح "الحوسبة السحابية" يخفي الكثير من التعقيد. فأين الخادم؟ معظم المستخدمين عموما لا يحتاجون إلى معرفة أكثر من ذلك؛ لذا وجب شرح بعض المصطلحات الخاصة بهذه التقنية.
السحابة العامة: ربما تكون أكثر أنواع هندسة الحوسبة السحابية شيوعا، فالسحابة العامة يمتلكها ويشغلها طرف ثالث، وتتيح مواردها للعملاء، في الغالب على أساس الاشتراك. ومن الأمثلة على خدمات سحابة تجارية عامة، "دروب بوكس" (Dropbox) و"مايكروسوفت آزور" (Microsoft Azure).
السحابة الخاصة: الاختلاف الوحيد بين السحابة العامة والخاصة هو من يمتلكها ويقوم بتشغيلها. عادة ما تكون السحابة الخاصة مملوكة لشركة أو مؤسسة واحدة، ويتم استخدامها حصريا من قبل هذا الكيان. وهي شبكة خاصة تحتفظ بجميع مواردها للأعمال التجارية؛ لكن ما يزال من الممكن الوصول إليها عن بُعد بدلا من مراكز البيانات الموجودة في الموقع.
السحابة المختلطة: تجمع السحابة المختلطة بين السحابة العامة والخاصة بطريقة يمكن أن تتدفق البيانات والبرامج والموارد الأخرى بينها بسلاسة. بحيث تسمح بمزيد من المرونة بشكل عام عن طريق السماح للسحابة العامة بتلبية أوجه القصور في متطلبات الحوسبة عندما تكون السحابة الخاصة مشغولة بالكامل.
أنواع التطبيقات السحابية
ليس هناك تمييز بين هندسة الخدمات السحابية فقط؛ لكن هناك بعض الاختلافات الرئيسة في نوع التطبيقات التي تستخدم الحوسبة السحابية.
غالبا توجد خدمات الحوسبة السحابية في واحدة من 3 فئات رئيسة.
البرمجيات كخدمة أو ما يعرف باسم "ساس" (SaaS)، غالبا ما يكون هذا هو أبسط أنواع منصات الحوسبة السحابية التي يجب فهمها؛ فيقدم مشغل الحوسبة السحابية برامج (تعمل على أجهزة الحوسبة الخاصة بصاحب البرامج)؛ مما يمكنك من الوصول إليها عن بُعد. مثال على ذلك برنامج "مايكروسوفت 365" (Microsoft 365) الذي يقدم لك خدمة الدخول لجميع برامج مايكروسوفت المكتبية عن بعد.
البنية التحتية كخدمة أو ما يعرف باسم "أياس" (IaaS)، في هذه الحالة، توفر جهة خارجية أجهزة الحوسبة لتشغيل برنامجك. على سبيل المثال، قد يستأجر مطور البرامج "مساحة على خادم أمازون" (Amazon Web Services AWS) بدلا من امتلاك وصيانة خادم كبير محليا.
النظام الأساسي كخدمة أو ما يعرف باسم "باس" (PaaS)، وهذا يختلف قليلا عن آياس، حيث يتضمن باس الأجهزة ونظام التشغيل والبرامج الوسيطة اللازمة لاستضافة البرنامج الذي تريد تشغيله في السحابة. ويُعد محرك تطبيقات "غوغل" (Google) مثالا على ذلك.
الاستخدامات الشائعة للحوسبة السحابية
بينما كانت الحوسبة السحابية حديثة في السنوات الماضية، فإن انتشار الخدمات عبر الإنترنت وتطبيقات الويب والنطاق العريض ومراكز البيانات التجارية الضخمة وغيرها من التقنيات، جعلت الحوسبة السحابية جزءا أساسيا من المشهد التكنولوجي اليوم. فيما يلي بعض التطبيقات الأكثر شيوعا للحوسبة السحابية اليوم.
تخزين البيانات: من الشائع اليوم الاعتماد على التخزين السحابي لتخزين البيانات، والدعم الاحتياطي، وحلول الاستعادة. ليس فقط البيانات المدعومة؛ لكن السحابة هي عادة امتداد للتخزين المحلي أيضا.
البرمجيات حسب الطلب: يستأجر العديد من الشركات والأفراد الآن برمجيات باستخدام ساس بدلا من شرائها بشكل صريح؛ مثل غوغل "دوكس" (Google Docs) ومايكروسوفت 365.
بث الفيديو والصوت: الخدمات من "سبوتيفاي" (Spotify) إلى "نتفليكس" (Netflix) كلها أمثلة على الخدمات التي تعمل من السحابة. لقد حلوا أساسا محل وسائل الإعلام المحلية؛ مما يجعل السحابة جزءا لا يتجزأ من حياة معظم الناس اليومية.
تحليل بيانات الأعمال: تقوم العديد من الشركات الآن بتخزين بيانات الأعمال المهمة في السحابة. ثم يستخدمون الخدمات السحابية لتحليل تلك البيانات من أجل حلول ذكاء الأعمال.
مايكروسوفت أوفيس أحد الأمثلة على الحوسبة السحابية
مزايا وعيوب الحوسبة السحابية
بينما أصبحت الحوسبة السحابية جزءا مهما من مشهد الحوسبة الحديثة، فإنها لا تخلو من عيوب.
على سبيل المثال، على الرغم من جاذبية "التأجير" بدلا من "الشراء"، فإن الحوسبة السحابية ليست بالضرورة أرخص. على المدى الطويل، قد يكون امتلاك موارد الحوسبة الخاصة بك وتشغيلها أكثر فعالية من حيث التكلفة، خاصة إذا كنت بحاجة إلى هذه الموارد إلى أجل غير مسمى. إذا تم إيقاف تشغيل الشركة التي تستضيف خدمة الحوسبة السحابية التي تختارها، فقد تفقد جميع بياناتك.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف أمنية. إذا كان هناك طرف ثالث يستضيف بياناتك، فهذا يمثل خطرا محتملا بسبب المتسللين وتجسس الشركات.
ومن ناحية أخرى، فإن الحوسبة السحابية تحظى بشعبية اليوم؛ لأنها ما تزال تقدم مزايا كبيرة على الحوسبة المحلية. إنها أقل تكلفة، على الأقل على المدى القصير، مقارنة بامتلاك خوادمك الخاصة.
كما أنها تسمح بمزيد من التنقل وإمكانية نقل بياناتك والوصول إليها من أي مكان. وهي تنقل المسؤولية عن عوامل مثل الأمن والحماية من الكوارث إلى طرف ثالث يمتلك تلك الخبرة من الناحية النظرية.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق