لم تمضي عدة أشهر من إطلاق جوجل لإصدار -قبل الأخير- من نظام تشغيل الهواتف الذكية الخاص بها Android والذي عُرِف ب Android Marshmallow 6.0، حتى بدأت في تطوير بل وإصدار النسخ التجريبية من إصدارها الأحدث على الإطلاق والمُنتظر من قِبل الكثيرين Android N.
نظام Android N
دعوني أولاً أُعرفكم بالنظام الجديد. تُطلق جوجل على إصدارات أندرويد الخاصة بها اسماء حلوى شهيرة نُحبها، سواء كان مجرد اسم، أو اسم لشركة ترعى الإصدار الجديد، فقد سبق وكان هناك Android KitKat و Android Lollipop وأخيراً Android Marshmallow، اما الإصدار السابع من نظام أندرويد فمن غير المُؤكد مصدره، فقد تم إجراء إستفتاء سابق في جامعة ديلهي ليتم تقرير ماسيكون اسم النظام الجديد، ولكن تُشير بعض التقارير إلى أن اسم النظام الجديد جاء من النوتيلا، وهي الشوكولاتة الذائبة الشهيرة، ولم يتم تأكيد الأمر بعد، ولكن ما نعرفه إلى حد هذه اللحظة، أن اسم هذا النظام هو Android 7.0 N.
كل هذه الأشياء تُوكد على أن الإصدار الأخير هذا لن يصدر مُبكراً هذا العام أو على أقل تقدير قبل الربع الثالث من هذا العام.
عادة ما يأخذ وصول النظام إلى أجهزة nexus عدة أسابيع، ولكنه يحتاج إلى مدة أطول بالنسبة لغيره من الأجهزة، لذا فإذا كنت تمتلك أحدث هاتف حالياً وهو Samsung Galaxy S7، فقد تحتاج إلى الإنتظار حتى شهر مارس من عام 2017 كي تستطيع إستخدام النظام الجديد.إلى حد هذه اللحظة، فهذا كل ما نعرفه بخصوص ماهية النظام وموعد إصداره، والآن ننتقل في الأسطر القادمة، لنرى مع بعضنا البعض ماهي المُميزات التي سيأتي النظام الجديد حاملاً لها والتي ظهرت في النسخة التجريبية منه أو ذُكرت بواسطة جوجل.
النوافذ المُتعددة
أحد أهم -إن لم تكن الأهم- مُميزات النظام الجديد، هذه الخاصية التي كان يغار بسببها مُستخدمي كافة الهواتف غير هواتف سامسونج و LG والهواتف العاملة بنظام iOS 9 منها. أصبحت هذه الميزة الآن مُتاحة لكل هاتف يعمل بنظام Android N، وهي تُمكنك من تقسيم الشاشة لزيادة الإنتاجية وسهولة التنقل بين التطبيقات والعمل في أكثر من تطبيق في آنٍ واحد بمعنى الكلمة وليس مُجرد فتح أكثر من تطبيق في نفس الوقت مع غلق أحدهم لفتح الآخر، فسيُصبح بإمكانك من خلال هذا التحديث أن تقوم -على سبيل المثال- بفتح أحد تطبيقات المُحادثة مع تصفح الإنترنت في نفس الوقت.
أضافت كذلك جوجل خاصية “PiP” أو “Picture-in-Picture”، والتي تُمكنك من مُشاهدة الفيديوهات في شاشة صغيرة بينما تستخدم هاتفك، ظهرت مُستندات تُفيد ان هذه الميزة خاصة بأجهزة التلفاز العاملة بنظام أندرويد ولم يتم ذكر أجهزة الهاتف المحمول أو الأجهزة اللوحية، ولكن من يعلم، فقد يتم إصداراها لباقي الأجهزة.
لوحة إشعارات جديدة
تم إعادة تصميم لوحة الإشعارات بالكامل، فقط أصبحت أكثر عملية وأيقوناتها تظهر بشكل أفضل، بالإضافة إلى أنهم قد أضافوا بعض الخصائص الجديدة إليها، مثل إمكانية الرد على الرسائل مُباشرة من خلالها بدون الحاجة إلى الدخول إلى تطبيق الرسائل. وهي الميزة التي تستخدم نفس التقنية المُستخدمة في الساعات العاملة بنظام أندرويد.
إضافة أخرى وهي “Bundled Notifications” والتي تُمكن النظام من تجميع الإشعارات التي تخص التطبيق الواحد معاً، ويُمكن بعد ذلك تفحصها واحداً بواحد للحصول على المزيد من التفاصيل. هذه الميزة قد تكون مُفيدة للغاية خاصة بالنسبة لتطبيقات المُحادثة والتي غالباً ما تُعطي أكثر من إشعار في وقتٍ واحد، إضافة إلى إمكانية الرد على كل الرسائل من خلال لوحة الإشعارات بدون الحاجة لفتح التطبيق نفسه.
توفير إستهلاك البيانات
تُعد مشكلة إستهلاك البيانات أحد أكبر مشاكل نظام أندرويد أو أجهزة الهواتف الذكية ككل، فيُمكنك ببساطة وبدون أن تشعر أن تتكلف الكثير والكثير من الدولارات بسبب إستهلاك الجهاز للكثير من السعة المُتاحة مما يُدخلك في منطقة السعات الإضافية والتي تُكلفك أكثر.
حيث تقوم هذه الميزة بحجب التطبيقات التي تعمل في الخلفية عند إستخدامك لشبكة البيانات وليس Wi-Fi.
كما أن هذه الميزة أيضاً بالطبع تُضيف إلى ميزة توفير البطارية التي سنذكرها لاحقاً بخفضها لعدد التطبيقات العاملة وخفض كمية البيانات التي يتم إستقبالها ككل.
مُدير أنماط Android N
إذا كنت قد قمت باستخدام هاتف OnePlus 2، فقد تكون قد رأيت أنه بإمكانك تغيير الشكل العام الثابت والتقليدي لنظام أندرويد المُثبت على الجهاز، هذه الخاصية أصبحت في الإصدار الجديد لتكون قابلة للإستخدام في كافة الهواتف التي ستعمل به وليس فقط تلك التي تُصنعها شركات مُعينة. ستُوفر بالتأكيد هذه الميزة الكثير من المجهود المبذول والمساحة المُستهلكة لتثبيت تطبيقات المُشغلات أو ما تُعرف ب “Launchers” والتي تقوم من خلالها بتغيير هيئة النظام وشكله بالكامل.
كذلك فمن المُتوقع رؤية Dark Mode في الإصدار الجديد، والذي يقوم بتحويل ألوان جهازك من الأبيض والأسود إلى الأبيض والرمادي، إضافة إلى زيادة حرارة الألوان وخفض إضائة الشاشة.
نمط الغفوة – Doze Mode
ميزة أخرى من أهم مُميزات نظام أندرويد هي نمط الغفوة أو ما يُعرف ب “Doze Mode” والذي تم تحسينه في الإصدار الجديد، حيث يقوم هذا النمط بالحفاظ على شحن بطاريتك عندما لا تستخدمه لفترة طويلة مثل وقت النوم على سبيل المثال، كانت مُشكلة هذا النمط الوحيدة هو أنها كي تعمل كان يتوجب عليك ضبطها وتفعيلها بنفسك، وهو ما يجعلك مُضطراً ضبط الإعدادات في كل ما مرة لا تقوم بإستخدام هاتفك فيها لفترة مثل عندما تنتقل وتضعه في جيبك أو تستخدم جهازاً آخر، فقد أصبحت هذه الميزة أكثر ذكاءً وتفاعلية.
قائمة الإعدادات السريعة
تُعد قائمة الإعدادات السريعة غاية في الأهمية في كافة الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد، فهي تُمكنك من تفعيل أو تعطيل إتصال Wi-Fi أو البيانات أو تفعيل نمط Do Not Disturb وتفعيل الكشاف وغيرها من الخواص الأخرى. ولسوء الحظ، فإن هذه القائمة كانت شبه ثابتة وغير قابلة للتغيير أو التعديل في أغلب الهواتف.
أما في نظام Android N، فقد أصبح بإمكانك الآن أن تقوم بضبط هذه القائمة وتخصيصها من خلال سحبها لتستطيع إستخدام “Notification Drawer” والذي يُمكنك من تخصيصها، وستكون أول خمسة إعدادات سريعة تختارها هي من تظهر في قائمة الإعدادات السريعة الرئيسية والمُصغرة قبل الدخول إلى القائمة المُتقدمة منها.
يبدو أن نظام Android N يستعير بعض المُميزات من المُشغلات البديلة أو الأنظمة المُعدلة والتي تُعرف ب “Custom ROMs”، وهو ما قد يعده البعض عجزاً في الأفكار لدى الشركة، ولكني أراه بطريقة أو بأخرى تفكير سليم من ناحيتها في البحث عن ما يحتاجه المُستخدمون وما يجعلهم ينتقلون إلى إستخدام الأنظمة المُعدلة والتي تُعرض أجهزتهم في بعض الأحيان إلى خطر الإفساد أو الخروج من الضمان وإضافته في إصداراتها الأحدث من نظامها الرسمي.
حاولت في هذه المقالة تلخيص كل ما قد وصل إلى مسمع كل من هو مُهتم ومُترقب للنظام الجديد إلى حد هذه اللحظة، بالتأكيد هناك الكثير لم يتم الكشف عنه أو معرفته بعد، وسيظهر في التحديثات التي ستصدر إلى النسخ التجريبية القادمة، ومن خلال المؤتمرات التي تظهر فيها جوجل، إضافة إلى النسخة النهائية بالتأكيد